ردي على وطني حماة ذماره | يا بنت حكمته وام صغاره |
ردي عليه رجاله فرجاله | غلمان دارك لا شيوخ دياره |
الناشئون على عبادة ارزه | يتعلمون الموت تحت شعاره |
هم ريق الأمل الذي يحيا به | والموت يضرب سيفه بجواره |
أمل به استبقى نضارة روضه | وبليل رياه وصدح هزاره |
فهي المراتع ما عهدت ونجدها | في آبه كالسفح في آذاره |
خلعت يد الباري عليها حلةً | من مثل ما خلعت على اخداره |
ثوبٌ يغار عليؤه خالقه فلا | يرضى بمد يدٍ إلى أزراره |
ثوبٌ تمرّ به القرون ووشيه | ذو جدَّةٍ فكأنه ابن نهاره |
ضافٍ يجرّ على الجبال ذيوله | والبرق يلمع من خلال صداره |
والأرز من شاراته وحديثه | ما قال ربك عنه في أسفاره |
طافت ملائكة السماء بدوحه | وحنت مباسمها على أزهاره |
ومشى مرتلها يغنيه بما | غناه داودٌ على قيثاره |
ان لم يكن لبنان جنة خالق | الدنيا يكن لبنان شرفة داره |
منه تطل الحور سكرى وهي لم | ترشف سوى السلسال من أنهاره |
فتناسم الفواح من ريحانه | وتغازل الصداح من أطياره |
وحيالها شلاله متدفقاً | والكوثر الفوار من فواره |
ولجين برودنيه مترقرقاً | والكرم يضحك عن نضيد نضاره |
والبدر من خلف الهضاب كأنه | وجه المليحة لاح خلف إزاره |
اللَه للجبل المفدى مجتنى | ثمر النعيم ومجتلى أنواره |
وبمقلتي صنينه ومشيبه | يملي على الأجيال آي وقاره |
وبمهجتي نفحاته قدسيةً | تقصي عن المصدور طيف بواره |
يرتادها والعمر في آصاله | فترده والعمر في أسحاره |
لبنان منتجع الحياة ومعقلٌ | تتزحلق الآفات عن أسواره |
ويزل ساري الغيم من شرفاته | متبركاً منه بلثم جداره |
ان روع الحدثان مهجة شوفه | بمكارهٍ تغشاه تلو مكاره |
فالشوق عنه يستقل بروعه | والشوف عنه يستقل بعاره |
يا ويحه والرزق ضاق سبيله | والجار غير مؤمنٍ من جاره |
يا ويحه والروض جف نضيره | لما جنى الجاني على أكاره |
لو جاء فخر الدين يشهد حاله | لبكى عليه وجدَّ في استنكاره |
أو رددت أخبار ما فيه على | قبر الشهاب لضج من أخباره |
قل للصفا ومسامع الصفصاف ما | ثلةٌ عليه تنال من أسراره |
إن البنين بنيه قد عافوا الصفا | من عيشهم ولووا على أكداره |
وتجنبوا نفس النعيم وبرده | ميلاً إلى نفس الجحيم وناره |
ومتى تجد بلداً يُضام بريئه | قل ان ربك قد قضى بدماره |
والدهر يعرف كيف يثأر لا الذي | سفك الدماءَ وضلَّ موضع ثاره |
اسفي على الشوف العزيز يذله | أشراره بغياً على أخياره |
اربى على أدبائه سفهاؤه | وعبيدهُ ظهروا على أحراره |
فتضعضع العقال في خلواته | وتحير الرهبان في أدياره |
اسفي عليه وهو ملعب صبوتي | ومقيل غسان الشباب الفاره |
عبث الغرور به فكدر ورده | الصافي ونكر طيبات عراره |
وأعارني نوح الحمام لموقف | كنت الخليق له بصدح كناره |
هي زفرة من عاثر افضى بها | الوطن الشجي إلى مقيل عثاره |
وطن يضج إلى الشبيبة كلما | التمس المقذف من حماة ذماره |
أي معهد الأدب النضير ومهتدى | ذهن الصغير ومغتذى افكاره |
عذراً لبارحة تمر وعيدك | الذهبي وضاءٌ على أقماره |
أنا من يرى لبنان فوق حياته | ويرى منار النجم دون مناره |
ويرى فدى لبنان كل قطينه | من مرد فتيته إلى أحباره |
أنا من يرى فخراً بلثم ترابه | ويود بالاجفان مسح غباره |
أنا آيةٌ منقوشةٌ في صخره | وشرارةٌ مطبوعةٌ بغراره |